کد مطلب:90541 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:120

خطبة له علیه السلام (54)-فی بعض أیام صفّین أیضاً















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ بَعْدَ الْحَمْدِ وَ الصَّلاَةِ.

أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هذَا مَوْقِفٌ مَنْ نَطِفَ فیهِ نَطِفَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ مَنْ فَلَجَ فیهِ فَلَجَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ.

أَیُّهَا النَّاسُ[1]، إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثیثٌ، لاَ یَفُوتُهُ الْمُقیمُ، وَ لاَ یُعْجِزُهُ الْهَارِبُ، فَأَقْدِمُوا وَ لاَ تَنْكُلُوا، فَإِنَّهُ لَیْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحیدٌ وَ لاَ مَحیصٌ، وَ إِنَّ مَنْ لَمْ یُقْتَلْ یَمُتْ، وَ[2] إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ.

وَ الَّذی نَفْسُ عَلِیِّ[3] بْنِ أَبی طَالِبٍ بِیَدِهِ لأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّیْفِ عَلَی الرَّأْسِ[4] أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ میتَةٍ عَلَی الْفِرَاشِ فی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَئِنْ فَرَرْتُمْ[5] مِنْ سَیْفِ الْعَاجِلَةِ لاَ تَسْلَمُوا مِنْ سَیْفِ الآخِرَةِ[6].

وَ أَنْتُمْ لَهَامیمُ الْعَرَبِ، وَ السَّنَامُ الأَعْظَمِ.

إِنَّ فِی الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ[7] وَ الذُّلَّ اللاَّزِمَ وَ الْعَارَ الْبَاقی، وَ إِنَّ الْفَارَّ لَغَیْرُ مَزیدٍ فی عُمْرِهِ، وَ لاَ مَحْجُوزٍ[8] بَیْنَهُ وَ بَیْنَ یَوْمِهِ.

[صفحه 470]

وَ إِنَّ هذِهِ الأَصْوَاتِ الَّتی تَسْمَعُونَهَا مِنْ عَدُوِّكُمْ فَشَلٌ وَ اخْتِلاَفٌ. إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ فِی الْحَرْبِ بِالصَّمْتِ.

فَعَضُّوا عَلَی النَّاجِذِ، وَ اصْبِرُوا لِوَقْعِ السُّیُوفِ، فَ[9] إِنَّهُمْ لَنْ یَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهِمْ دُونَ طَعْنٍ دِرَاكٍ یَخْرُجُ مِنْهُ النَّسیمُ[10]، وَ ضَرْبٍ یَفْلِقُ الْهَامَ، وَ یُطیحُ الأُنُوفَ وَ[11] الْعِظَامَ، وَ یُنْدِرُ السَّوَاعِدَ وَ الأَقْدَامَ، وَ تَسْقُطُ مِنْهُ الْمَعَاصِمُ وَ الأَكُفُّ، وَ حَتَّی تُشْدَخَ جِبَاهُهُمْ بِعُمُدِ الْحَدیدِ، وَ تُنْتَثَرَ حَوَاجِبُهُمْ عَلَی الصُّدُورِ وَ الأَذْقَانِ وَ النُّحُورِ. فَقَاتِلُوهُمْ صَابِرینَ مُحْتَسِبینَ، فَإِنَّ الْكِتَابَ مَعَكُمْ، وَ السُّنَّةَ مَعَكُمْ، وَ مَنْ كَانَا مَعَهُ فَهُوَ الْقَوِیُّ.

أَیْنَ أَهْلُ الدّینِ، وَ طُلاَّبُ الأَجْرِ؟.

أَیْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ، وَ طُلاَّبُ الْخَیْرِ؟.

أَیْنَ مَنْ یَشْری وَجْهَهُ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟[12].

أَیْنَ الْمَانِعُ لِلذِّمَارِ، وَ الْغَائِرُ عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ مِنْ أَهْلِ الْحِفَاظِ؟.

مَنِ الرَّائِحُ[13] إِلَی اللَّهِ كَالظَّمْآنِ یَرِدُ الْمَاءَ؟.

اَلْعَارُ وَرَاءَكُمْ، وَ الْجَنَّةُ أَمَامَكُمْ.

اَلْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالی.

اَلْیَوْمَ تُبْلَی الأَخْبَارُ[14].

وَ اللَّهِ لأَنَا أَشْوَقُ إِلی لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلی دِیَارِهِمْ.

وَ اللَّهِ، یَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، مَا أَظُنُّ هؤُلاَء الْقَوْمَ إِلاَّ ظَاهِرینَ عَلَیْكُمْ.

وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنّی أَری أُمُورَهُمْ قَدْ عَلَتْ، وَ أَری نیرَانَكُمْ قَدْ خَبَتْ، وَ أَرَاهُمْ

[صفحه 471]

جَادّینَ فی بَاطِلِهِمْ، وَ أَرَاكُمْ وَانینَ فی حَقِّكُمْ، وَ أَرَاهُمْ مُجْتَمِعینَ، وَ أَرَاكُمْ مُتَفَرِّقینَ، وَ أَرَاهُمْ لِصَاحِبِهِمْ مُطیعینَ وَ أَرَاكُمْ لی عَاصینَ.

وَ أَیْمُ اللَّهِ لَئِنْ ظَهَرُوا عَلَیْكُمْ لَتَجِدُنَّهُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ مِنْ بَعْدی لَكُمْ.

لَكَأَنّی، وَ اللَّهِ، أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ وَ قَدْ شَارَكُوكُمْ فی بِلاَدِكُمْ، وَ حَمَلُوا إِلی بِلاَدِهِمْ فَیْئَكُمْ[15].

وَ كَأَنّی أَنْظُرُ إِلَیْكُمْ تَكِشُّونَ[16] كَشیشَ الضِّبَابِ، لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً، وَ لاَ تَمْنَعُونَ ضَیْماً[17].

قَدْ خُلّیتُمْ وَ الطَّریقَ.

وَ كَأَنّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَقْتُلُونَ صُلَحَاءَكُمْ، وَ یُخیفُونَ عُلَمَاءَكُمْ، وَ یَحیفُونَ قُرَّاءَكُمْ.

وَ كَأَنّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَحْرِمُونَكُمْ، وَ یَحْجُبُونَكُمْ، وَ یَدْنُونَ النَّاسَ دُونَكُمْ.

فَإِذَا رَأَیْتُمُ الْحِرْمَانَ، وَ لَقیتُمُ الذُّلَّ وَ الْهَوَانَ، وَ وَقْعَ السَّیْفِ، وَ نُزُولَ الْخَوْفِ، لَتَنَدَّمْتُمْ، وَ تَحَسَّرْتُمْ عَلی تَفَرُّقِكُمْ[18]، وَ تَذَاكَرْتُمْ[19] مَا أَنْتُمْ فیهِ الْیَوْمَ مِنَ الْخَفْضِ وَ الْعَافِیَةِ حینَ لاَ یَنْفَعُكُمُ التِّذْكَارُ.

وَ اللَّهِ لَ أَقْرَبُ قَوْمٍ مِنَ الْجَهْلِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ الْجُرْأَةِ عَلَیْهِ، وَ الاغْتِرَارِ، قَوْمٌ قَائِدُهُمْ[20].

مُعَاوِیَةُ بْنُ آكِلَةِ الأَكْبَادِ، وَ مُؤَدِّبُهُمْ ابْنُ النَّابِغَةِ، وَ أَبُو الأَعْوَرِ السَّلْمِیِّ، وَ ابْنُ أَبی مُعَیْطٍ شَارِبُ الْخَمْرِ وَ الْمَجْلُودُ حَدّاً فِی الإِسْلاَمِ، وَ الطَّریدُ مَرْوَانُ.

وَ هُمْ أُولاَءِ یَقُومُونَ فَیَنْقُصُونَنی وَ یَشْتِمُونَنی، وَ قَبْلَ الْیَوْمِ قَاتَلُونی وَ شَتَمُونی، وَ أَنَا إِذْ ذَاكَ أَدْعُوهُمْ إِلَی الإِسْلاَمِ[21]، وَ هُمْ یَدْعُونَ إِلی عِبَادَةِ الأَصْنَامِ[22].

فَالْحَمْدُ للَّهِ وَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ. وَ قَدیماً مَا عَادَانِیَ الْفَاسِقُونَ فَعَادَاهُمُ اللَّهُ.

[صفحه 472]

أَلَمْ تَعْجَبُوا، إِنَّ هذَا لَهُوَ الْخَطْبُ الْجَلیلُ، إِنَّ فُسَّاقاً مُنَافِقینَ كَانُوا عِنْدَنا غَیْرَ مُؤْتَمَنینَ[23]، و عَنِ الإِسْلاَمِ وَ أَهْلِهِ مُنْحَرِفینَ[24]، أَصْبَحُوا وَ قَدْ خَدَعُوا شَطْرَ هذِهِ الأُمَّةِ، فَأَشْرَبُوا قُلُوبَهُمْ حُبَّ الْفِتْنَةِ،

وَ اسْتَمَالُوا أَهْوَاءَهُمْ إِلَی الْبَاطِلِ بِالإِفْكِ وَ الْبُهْتَانِ، حَتَّی نَصَبُوا لَنَا الْحَرْبَ، وَجَدُّوا[25] فی إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهِ الْكَافِرُونَ[26] ؟.

اَللَّهُمَّ فَإِنَّهُمْ[27] قَدْ[28] رَدُّوا الْحَقَّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ، وَ شَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ، وَ أَبْسِلْهُمْ بِخَطَایَاهُمْ،

فَإنَّهُ لاَ یَذِلُّ مَنْ وَ الَیْتَ، وَ لاَ یَعِزُّ مَنْ عَادَیْتَ[29].


صفحه 470، 471، 472.








    1. ورد فی العقد الفرید ج 5 ص 88. و أمالی الطوسی ص 172. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 405 و 446. و منهاج البراعة ج 17 ص 47. و نهج السعادة ج 1 ص 310. و نهج البلاغة الثانی ص 176. باختلاف بین المصادر.
    2. ورد فی المصادر السابقة. و كتاب الفتوح ج 2 ص 468. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 647. باختلاف.
    3. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 2 ص 468. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 404 و 647.
    4. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 647.
    5. سلمتم. ورد فی
    6. الآجلة. ورد فی نسخة العام 400 ص 146. و هامش نسخة ابن المؤدب ص 105. و هامش نسخة الآملی ص 101. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 147. و نسخة الأسترابادی ص 164.
    7. ورد فی
    8. لا محجوب. ورد فی نسخة العام 400 ص 146. و هامش نسخة الآملی ص 101. و ورد لا مؤخّر عن فی
    9. ورد فی
    10. النّسم. ورد فی تاریخ الطبری ج 4 ص 37. و الإرشاد ص 142. و ورد القشم فی شرح ابن میثم ج 3 ص 126.
    11. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483.
    12. ورد فی مروج الذهب ج 2 ص 398. و تاریخ الطبری ج 4 ص 32. و الإرشاد ص 142. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483 و 453 و 460. باختلاف بین المصادر.
    13. رائح. ورد فی نسخة العام 400 ص 146. و نسخة ابن المؤدب ص 105. و نسخة الآملی ص 102. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 147. و نسخة الأسترابادی ص 165. و هامش نسخة عبده ص 291. و نسخة العطاردی ص 144.
    14. الأخیار. ورد فی هامش نسخة نصیری ص 67. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 147.
    15. ورد فی الغارات ص 351. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 172. و الإرشاد ص 146. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 630 و 649.

      و منهاج البراعة ج 8 ص 155. و نهج السعادة ج 2 ص 585. باختلاف یسیر.

    16. یكشّ بعضكم علی بعض. ورد فی الغارات ص 351. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 630. و نهج السعادة ج 2 ص 585.
    17. للّه من حرمة. ورد فی المصادر السابقة. و منهاج البراعة للخوئی ج 8 ص 156. باختلاف یسیر.
    18. تفریطكم فی جهاد عدوّكم. ورد فی الإمامة و السیاسة لابن قتیبة ج 1 ص 173.
    19. تذكّرتم. ورد فی الغارات للثقفی ص 351.
    20. رئیسهم. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483.
    21. الهدی و الحقّ. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 3 ص 141.
    22. الأوثان. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 483.
    23. غیر مرضیّین. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 3 ص 141. و الإرشاد للمفید ص 141.
    24. و علی الإسلام و أهله متخوّفین. ورد فی كتاب الفتوح ج 3 ص 141. و تاریخ للطبری ج 4 ص 31. باختلاف.
    25. وهبّوا. ورد فی الإرشاد للمفید ص 141.
    26. الصفّ، 8. و وردت الفقرات فی الغارات ص 351. و الإمامة و السیاسة ج 1 ص 173. و الفتوح ج 3 ص 141. و التاریخ للطبری ج 4 ص 31. و الإرشاد ص 141 و 146. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 460 و 483 و 630 و 649. و منهاج البراعة ج 8 ص 156.

      و نهج السعادة ج 2 ص 585. باختلاف یسیر.

    27. فإن. ورد فی نسخ النهج.
    28. ورد فی البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 460.
    29. ورد فی كتاب الفتوح لابن أعثم ج 3 ص 141. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 460.