کد مطلب:90541 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:120
أَیُّهَا النَّاسُ، إِنَّ هذَا مَوْقِفٌ مَنْ نَطِفَ فیهِ نَطِفَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، وَ مَنْ فَلَجَ فیهِ فَلَجَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ. أَیُّهَا النَّاسُ[1]، إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثیثٌ، لاَ یَفُوتُهُ الْمُقیمُ، وَ لاَ یُعْجِزُهُ الْهَارِبُ، فَأَقْدِمُوا وَ لاَ تَنْكُلُوا، فَإِنَّهُ لَیْسَ عَنِ الْمَوْتِ مَحیدٌ وَ لاَ مَحیصٌ، وَ إِنَّ مَنْ لَمْ یُقْتَلْ یَمُتْ، وَ[2] إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ. وَ الَّذی نَفْسُ عَلِیِّ[3] بْنِ أَبی طَالِبٍ بِیَدِهِ لأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّیْفِ عَلَی الرَّأْسِ[4] أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ میتَةٍ عَلَی الْفِرَاشِ فی غَیْرِ طَاعَةِ اللَّهِ. وَ أَیْمُ اللَّهِ، لَئِنْ فَرَرْتُمْ[5] مِنْ سَیْفِ الْعَاجِلَةِ لاَ تَسْلَمُوا مِنْ سَیْفِ الآخِرَةِ[6]. وَ أَنْتُمْ لَهَامیمُ الْعَرَبِ، وَ السَّنَامُ الأَعْظَمِ. إِنَّ فِی الْفِرَارِ مَوْجِدَةَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ[7] وَ الذُّلَّ اللاَّزِمَ وَ الْعَارَ الْبَاقی، وَ إِنَّ الْفَارَّ لَغَیْرُ مَزیدٍ فی عُمْرِهِ، وَ لاَ مَحْجُوزٍ[8] بَیْنَهُ وَ بَیْنَ یَوْمِهِ. [صفحه 470] وَ إِنَّ هذِهِ الأَصْوَاتِ الَّتی تَسْمَعُونَهَا مِنْ عَدُوِّكُمْ فَشَلٌ وَ اخْتِلاَفٌ. إِنَّا كُنَّا نُؤْمَرُ فِی الْحَرْبِ بِالصَّمْتِ. فَعَضُّوا عَلَی النَّاجِذِ، وَ اصْبِرُوا لِوَقْعِ السُّیُوفِ، فَ[9] إِنَّهُمْ لَنْ یَزُولُوا عَنْ مَوَاقِفِهِمْ دُونَ طَعْنٍ دِرَاكٍ یَخْرُجُ مِنْهُ النَّسیمُ[10]، وَ ضَرْبٍ یَفْلِقُ الْهَامَ، وَ یُطیحُ الأُنُوفَ وَ[11] الْعِظَامَ، وَ یُنْدِرُ السَّوَاعِدَ وَ الأَقْدَامَ، وَ تَسْقُطُ مِنْهُ الْمَعَاصِمُ وَ الأَكُفُّ، وَ حَتَّی تُشْدَخَ جِبَاهُهُمْ بِعُمُدِ الْحَدیدِ، وَ تُنْتَثَرَ حَوَاجِبُهُمْ عَلَی الصُّدُورِ وَ الأَذْقَانِ وَ النُّحُورِ. فَقَاتِلُوهُمْ صَابِرینَ مُحْتَسِبینَ، فَإِنَّ الْكِتَابَ مَعَكُمْ، وَ السُّنَّةَ مَعَكُمْ، وَ مَنْ كَانَا مَعَهُ فَهُوَ الْقَوِیُّ. أَیْنَ أَهْلُ الدّینِ، وَ طُلاَّبُ الأَجْرِ؟. أَیْنَ أَهْلُ الصَّبْرِ، وَ طُلاَّبُ الْخَیْرِ؟. أَیْنَ مَنْ یَشْری وَجْهَهُ للَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ؟[12]. أَیْنَ الْمَانِعُ لِلذِّمَارِ، وَ الْغَائِرُ عِنْدَ نُزُولِ الْحَقَائِقِ مِنْ أَهْلِ الْحِفَاظِ؟. مَنِ الرَّائِحُ[13] إِلَی اللَّهِ كَالظَّمْآنِ یَرِدُ الْمَاءَ؟. اَلْعَارُ وَرَاءَكُمْ، وَ الْجَنَّةُ أَمَامَكُمْ. اَلْجَنَّةُ تَحْتَ أَطْرَافِ الْعَوَالی. اَلْیَوْمَ تُبْلَی الأَخْبَارُ[14]. وَ اللَّهِ لأَنَا أَشْوَقُ إِلی لِقَائِهِمْ مِنْهُمْ إِلی دِیَارِهِمْ. وَ اللَّهِ، یَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، مَا أَظُنُّ هؤُلاَء الْقَوْمَ إِلاَّ ظَاهِرینَ عَلَیْكُمْ. وَ الَّذی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ إِنّی أَری أُمُورَهُمْ قَدْ عَلَتْ، وَ أَری نیرَانَكُمْ قَدْ خَبَتْ، وَ أَرَاهُمْ [صفحه 471] جَادّینَ فی بَاطِلِهِمْ، وَ أَرَاكُمْ وَانینَ فی حَقِّكُمْ، وَ أَرَاهُمْ مُجْتَمِعینَ، وَ أَرَاكُمْ مُتَفَرِّقینَ، وَ أَرَاهُمْ لِصَاحِبِهِمْ مُطیعینَ وَ أَرَاكُمْ لی عَاصینَ. وَ أَیْمُ اللَّهِ لَئِنْ ظَهَرُوا عَلَیْكُمْ لَتَجِدُنَّهُمْ أَرْبَابَ سُوءٍ مِنْ بَعْدی لَكُمْ. لَكَأَنّی، وَ اللَّهِ، أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ وَ قَدْ شَارَكُوكُمْ فی بِلاَدِكُمْ، وَ حَمَلُوا إِلی بِلاَدِهِمْ فَیْئَكُمْ[15]. وَ كَأَنّی أَنْظُرُ إِلَیْكُمْ تَكِشُّونَ[16] كَشیشَ الضِّبَابِ، لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً، وَ لاَ تَمْنَعُونَ ضَیْماً[17]. قَدْ خُلّیتُمْ وَ الطَّریقَ. وَ كَأَنّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَقْتُلُونَ صُلَحَاءَكُمْ، وَ یُخیفُونَ عُلَمَاءَكُمْ، وَ یَحیفُونَ قُرَّاءَكُمْ. وَ كَأَنّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَحْرِمُونَكُمْ، وَ یَحْجُبُونَكُمْ، وَ یَدْنُونَ النَّاسَ دُونَكُمْ. فَإِذَا رَأَیْتُمُ الْحِرْمَانَ، وَ لَقیتُمُ الذُّلَّ وَ الْهَوَانَ، وَ وَقْعَ السَّیْفِ، وَ نُزُولَ الْخَوْفِ، لَتَنَدَّمْتُمْ، وَ تَحَسَّرْتُمْ عَلی تَفَرُّقِكُمْ[18]، وَ تَذَاكَرْتُمْ[19] مَا أَنْتُمْ فیهِ الْیَوْمَ مِنَ الْخَفْضِ وَ الْعَافِیَةِ حینَ لاَ یَنْفَعُكُمُ التِّذْكَارُ. وَ اللَّهِ لَ أَقْرَبُ قَوْمٍ مِنَ الْجَهْلِ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ الْجُرْأَةِ عَلَیْهِ، وَ الاغْتِرَارِ، قَوْمٌ قَائِدُهُمْ[20]. مُعَاوِیَةُ بْنُ آكِلَةِ الأَكْبَادِ، وَ مُؤَدِّبُهُمْ ابْنُ النَّابِغَةِ، وَ أَبُو الأَعْوَرِ السَّلْمِیِّ، وَ ابْنُ أَبی مُعَیْطٍ شَارِبُ الْخَمْرِ وَ الْمَجْلُودُ حَدّاً فِی الإِسْلاَمِ، وَ الطَّریدُ مَرْوَانُ. وَ هُمْ أُولاَءِ یَقُومُونَ فَیَنْقُصُونَنی وَ یَشْتِمُونَنی، وَ قَبْلَ الْیَوْمِ قَاتَلُونی وَ شَتَمُونی، وَ أَنَا إِذْ ذَاكَ أَدْعُوهُمْ إِلَی الإِسْلاَمِ[21]، وَ هُمْ یَدْعُونَ إِلی عِبَادَةِ الأَصْنَامِ[22]. فَالْحَمْدُ للَّهِ وَ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ. وَ قَدیماً مَا عَادَانِیَ الْفَاسِقُونَ فَعَادَاهُمُ اللَّهُ. [صفحه 472] أَلَمْ تَعْجَبُوا، إِنَّ هذَا لَهُوَ الْخَطْبُ الْجَلیلُ، إِنَّ فُسَّاقاً مُنَافِقینَ كَانُوا عِنْدَنا غَیْرَ مُؤْتَمَنینَ[23]، و عَنِ الإِسْلاَمِ وَ أَهْلِهِ مُنْحَرِفینَ[24]، أَصْبَحُوا وَ قَدْ خَدَعُوا شَطْرَ هذِهِ الأُمَّةِ، فَأَشْرَبُوا قُلُوبَهُمْ حُبَّ الْفِتْنَةِ، وَ اسْتَمَالُوا أَهْوَاءَهُمْ إِلَی الْبَاطِلِ بِالإِفْكِ وَ الْبُهْتَانِ، حَتَّی نَصَبُوا لَنَا الْحَرْبَ، وَجَدُّوا[25] فی إِطْفَاءِ نُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ، وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهِ الْكَافِرُونَ[26] ؟. اَللَّهُمَّ فَإِنَّهُمْ[27] قَدْ[28] رَدُّوا الْحَقَّ فَافْضُضْ جَمَاعَتَهُمْ، وَ شَتِّتْ كَلِمَتَهُمْ، وَ أَبْسِلْهُمْ بِخَطَایَاهُمْ، فَإنَّهُ لاَ یَذِلُّ مَنْ وَ الَیْتَ، وَ لاَ یَعِزُّ مَنْ عَادَیْتَ[29].
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ بَعْدَ الْحَمْدِ وَ الصَّلاَةِ.
صفحه 470، 471، 472.
و منهاج البراعة ج 8 ص 155. و نهج السعادة ج 2 ص 585. باختلاف یسیر. و نهج السعادة ج 2 ص 585. باختلاف یسیر.